
من شناقطة المهجر (المنسيين) /د.الشبخ معاذ عبد الله
الشيخ محمد الأمين بن زيني القلقمي، الذي خرج على رأس 600 رجل ترافقهم عائلاتهم، وانطلقوا من الحوض سنة 1908 م، وحاوا بمدينة فزان الليبية، حيث انضموا لحركة الجهاد هناك…وتركوا أثرا طيبا في ليبيا والأردن وتركيا” .
تقول عنه المصادر الليبية إنه “هاجر إلى فزان ومنها إلى طرابلس، وساهم في حركة المقاومة حتى معاهدة لوزان 1912م، حيث هاجر بعدها إلى المشرق مع الكثير من الليبيين، وجميعهم اشتركوا في حرب السويس، إبان الحرب العالمية الأولى، إلى جانب الأتراك، وانتقل من بقى منهم إلى تركيا. وبأمر من مصطفى كمال أتاتورك، خصص لمحمد الأمين ومن معه مراكز لاستقرارهم في ولاية أوضنة بخليج الاسكندرونه”.
وقد شكل جيش محمد الأمين، مادة خصبة للمؤرخين العرب والإيطاليين، فقد تحدثوا عنه بإعجاب لافت، وأسهبوا في رصد التفاصيل الدقيقة له، وطبقاً لمراسل صحيفة (الزهرة) الإيطالية، الذي كان في “العزيزية”، فإن كتيبة محمد الأمين الشنقيطي القادم من (غات)، “حلّت بالعزيزية، ومن وصفه لها، فقد تميّزت بكثرة عدد أفرادها من المقاتلين المسلحين، وجاء في مقاله عنها :
وجميع المجاهدين القادمين مسلحون ببنادق من طراز (موزر) و(مارتين) إلاّ القليل منهم ، فطفنا في محلتهم، فرأينا رجالاً… يذكرون الله بكيفية تخشع عند سماعها؛ وكلهم ذاهبون إلى القتال بوجوه مستبشرة، وعزيمة لا تزحزحها مدافع العدو، ولو بلغت ما بلغت” .
من كتابنا : نقد الشعر الفصيح عند الشناقطة – ص 415