
النعمة… عاصمة الحوض الشرقي بين عبث المهرجانات ومرارة الواقع/ مولاي أذخيل سيد محمد
النعمة الحبيبة. مدينة ٱلتى تعانق الفقر بدل الرفاه. وتغرق في التهميش بدل التنمية. وتستنشق روائح القمامة بدل نسيم الحياة. هنا حيث كان يفترض أن تكون الإدارة في خدمة المواطن. تحولت المؤسسات إلى هياكل غائبة. تائهة بين فساد مقنع ومحاصصة قبلية سياسية عقيمة. لا تسمن ولا تغني من جوع.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه سكان المدينة إلى الماء النظيف. إلى الشوارع المعبدة. إلى فرص عمل تحفظ الكرامة. يجدون أنفسهم أمام مهرجان موسيقي يقام على أنقاض معاناتهم.
موسيقى تنفق عليها الأموال. وترفع فيها الشعارات و رقصات. لكنها لا تداوي جراح الواقع ولا تسد رمق الجائعين. أليس في ذلك عبث صارخ؟
أن تعلو أصوات الطبول فوق أنين المهمشين؟
إن النعمة اليوم صورة مكثفة لفشل السياسات العامة: مدينة تختزل تناقضات الوطن بأسره.
فبدل أن تكون عاصمة الحوض الشرقي منارة للتنمية. تحولت إلى مسرح لتجارب قبلية فاشلة. ومزايدات سياسية عقيمة. ما نصيب المواطن البسيط من هذه الحسابات؟
لا شيء سوى انتظار طويل لوعود لا تأتي. وانكسار أمل في غد أفضل.
أي مفرّ لسكان النعمة؟إلى أين يهربون من واقع فرض عليهم دون استشارة ولا شراكة
واقع يكرسه منطق المحاصصة السياسية والصفقات الضيقة. حيث تتقاسم النخب الغنائم. ويترك المواطن لمصيره المجهول.
إن النعمة ليست بحاجة إلى مهرجانات صاخبة. بل إلى خطة إنقاذ عاجلة: نظافة للمدينة. مشاريع تشغيل للشباب.وصحة وتعليم في مستوى التحديات. وإدارة تدار بروح الخدمة لا بروح الغنيمة.
أما غير ذلك. فلن يكون سوى عبث جديد يضاف إلى سلسلة عبث طويلة في هذي المدينة.
في النهاية. يبقى السؤال العالق في هوامش الزمن: هل سنقبل بأن تبقى المدينة تعيش على هامش التاريخ؟ أم سنصنع من المقاومة نقدية أسلوب حياة. ونحول به المهرجانات إلى منصات حقيقية للإصلاح؟
الواقع يفرض علينا خيارات واضحة:
إما نقف معا ونفرض واقعا آخرا يحترم التعددية سياسية ويعيد الاعتبار للإنسان:
وإما نترك المدينة تسير وحدها نحو مستقبل لا يفتح أبوابه إلا أمام من يملك القوة وليس من يملك الحق
أما انا فليسة ناطقا باسم سكان النعمة و الحوض الشرقي فحسب. بل شاهد على المحاصصة التي تقطع أوصال المدينة إلى قطع صغيرة منسية.
فكيف تكون الإدارة خادمة حين تغيب الخدمات الأساسية؟
وكيف تكون الأساسات حضارية حين تقسمات قبلية فاشلة تقود السكان إلى أدوار هامشية. كأنهم أناس منسيون لا حق لهم في شراكة حقيقية؟
الحقيقة تصرخ في وجه السياسة
نحن موجودين نمثل أنفسنا