
تحقيقات: تفاصيل القبض على أكبر شبكة لبيع واستعمال الحشيش في النعمة
في النصف الأول من شهر يوليو سنة 2025م، قدم شاب إلى عامل في محطة وقود أهل أگداوية بالنعمة، وطلب منه إعارته هاتفه من أجل القيام بمكالمة ملحة، فأعطاه العامل الهاتف، وبعد دقائق أعاده إليه، ليلاحظ العامل في وقت لاحق من ذلك اليوم، اختفاء مبلغ قدره 200 ألف أوقية جديدة، هي مجموع ما كان في حسابه.
قدم العامل من خلال رئيسه مالك المحطة إعلان تعرض لسرقة لدى مفوضية الشرطة بالنعمة، وبدأ البحث عن منفذ هذه العملية.
توصلت السلطات الأمنية فيما بعد بمعلومات تفيد بوجود شابين في أحد الفنادق في النعمة، يشتبه في قيامهما بالعملية المذكورة سالفا، فتقرر مداهمة المكان. وأثناء عملية المداهمة وفرارهم من عناصر الشرطة، سقط أحدهما وأصيب اصابة بالغة في الذراع فتم اسعافه إلى المستشفى، حيث وضعت له جبيرة على ذراعه.
أثناء استماع ضباط الشرطة القضائية للشابين، اعترفا بقيامهم بالعملية، وبعمليات أخرى سبق وأن قدم اصاحبها بلاغات لدى المفوضية.
تم تقديم الشابين رفقة شاب ثالث صديق لهما، اعترفا أنه كانا برفقتها، ولكنهما أنكرا اي علاقة له بما يقومان به.
تم تقديم المتهمين إلى العدالة، حيث مثلا أمام وكيل الجمهورية، الذي اتهمهما بالسرقة من حساب بنكيلي، وأحالهما لقاضي التحقيق من أجل استكمال التحقيق معهما.
وأمام قاضي التحقيق اعترفا بقيامهما بعمليات السرقة المذكورة، ولم يضبط بحوزتهما إلا مبلغ 30 ألف أوقية جديدة، حيث قاما بصرف بقية المبالغ المسروقة في لعبة المراهنات، وشراء الملابس، وتأجير الفندق. كما أكدا أن صديقهما لا علاقة له بتلك العمليات. وهنا طرح عليهما المحقق سؤالا يتعلق بطبيعة علاقتهما بالمتهم الثالث؟ بعد حين تبين أن المتهم الثالث كان يزودها بالحشيش (القنب الهندي)، حيث كان يتولى عملية الشراء ويدخن معهما.
قام قاضي التحقيق بإبلاغ وكيل الجمهورية بالوقائع الجديدة، وتم اتهام الثلاثة باستعمال الحشيش بناء على اعترافهم.
قاد التحقيق مع المتهم الثالث إلى أهم متهم في هذا الملف، و هو من نسميه هنا مجازا (المتهم الرابع).
المتهم الرابع هو رجل تجاوز الستين من عمره، ومن أصحاب السوابق، وخرج من السجن قبل شهرين تقريبا. هذا المتهم يقيم قرب المربط “سوق الماشية”، حيث يتخذ من كثرة رواده تغطية على ما يقوم به.
بعد الاستماع للمتهم الرابع، والقيام بكشف مكالمات له، ظهر -للأسف- أن هناك انتشار واسع للحشيش، وذلك من خلال كثرة المدمنين الذي يتواصلون مع المتهم الرابع من أجل شراء الحشيش، حيث يبيع لهم كأس الحشيش بمبلغ 200 أوقية جديدة..
من أهم المتهمين الذين كشف عنهم التحقيق مع المتهم الرابع، هو المتهم الخامس، وهو شاب من سكان نواذيبو، ومتهم سابق في قضايا الارهاب، وهو صاحب محظرة في حي أشرم، حيث أوهم الجيران من خلال مظهره أنه شيخ محظرة، بينما كان نشاطه الأساسي هو بيع حبوب الهلوسة، واستعمال الحشيش..
المتهم الخامس كان ضليعا في هذا المجال، حيث كشف للتحقيق المتهمين السادس والسابع.
بالنسبة للسادس لديه محل لبيع الملابس، يستعمله للتغطية على نشاطه الأساسي المتمثل في جلب الحشيش من باسكنو وعدل بگرو، وتقديمه للمتهم السابع حيث يقوم ببيعه للمدمنين..
المتهم السابع مشهور في الحي الذي يقطن فيه، حيث يتجمع عنده الشباب كثيرا، ويعرف جيرانه بأنه “ديلر”، وصل درجة من التعود على بيع الحشيش أنه صار يبيعه على الطريق في المكان الذي يبيع فيه الخبز..
وصل عدد المتهمين في هذا الملف لأكثر من خمسة وعشرين متهم، تم ايداعهم السجن باستثناء متهيمن.
شمل هذا الملف كل الفئات العمرية، من شباب في عمر الزهور، إلى شيوخ بلغوا من الكبر عتيا، كما ضم أطباء، وحرفيين وتلاميذ..
يوم الخميس الماضي 16 اكتزبر 2025م، تم عرض الملف في الدورة الجنائية المنعقدة في محكمة ولاية الحوض الشرقي، حيث تراوحت الأحكام على هؤلاء المتهمين، من عشر سنوات إلى سنة نافذة.
قدمت السلطات القضائية والأمينة في هذا الملف جهود جبارة تستحق الإشادة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الملف كشف عن ضرورة التشدد في الاجراءات الأمنية في المناطق الحدودية، حيث يتم ادخال هذه المواد المحظورة من دول الجوار، كما أنه من الأهمية بمكان أن يسعى الجتمع المدني إلى خلق وعي مجتمعي بخطورة المخدرات.