د. أحمدن شياخ/زيارة فخامة رئيس الجمهورية إلى ولاية الحوض الشرقي: الفرص والتحديات

تُعد الجولة الرئاسية التي سيقوم بها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى مختلف مقاطعات ولاية الحوض الشرقي محطةً محورية وهامة بالنسبة لسكان الولاية، إذ تأتي في ظرفية زمنية حساسة، حيث يفرض الموقع الجغرافي المتميز للولاية – باعتبارها الولاية الأولى من حيث الامتداد الشرقي للبلاد – مجموعةً من الفرص والتحديات أمام صانع القرار الموريتاني.

 

الفرص:

 

تُعتبر الولاية خزاناً تنموياً كبيراً للدولة الموريتانية، إذ تُشكّل الثروة الحيوانية فيها مصدرًا اقتصاديًا رئيسيًا لسكانها، وتساهم بفاعلية في تنشيط الدورة الاقتصادية على المستويين المحلي والوطني، بل ويتعدى تأثيرها إلى المستوى الإقليمي، خصوصًا مع دولة مالي الجارة القريبة للولاية.

 

وقد حققت الدولة الموريتانية، تحت قيادة فخامة الرئيس، إنجازات ملموسة في هذا المجال، من أبرزها إعادة تفعيل مصنع الألبان في الولاية بعد توقفه، وهو ما ساهم بدوره في تنشيط التعاونيات المحلية التي تُعد الرافد الرئيسي للمصنع من الألبان الطازجة.

 

وفي هذا السياق، أضفت الزيارة الميدانية الأخيرة التي قام بها معالي وزير التنمية الحيوانية السيد سيدي أحمد ولد محمد إلى الولاية مزيدًا من الزخم والديناميكية، مؤكدةً عزم الدولة الموريتانية على استمرار تشغيل مصنع الألبان باعتباره قطبًا تنمويًا محوريًا لسكان المنطقة.

 

التحديات:

 

من أبرز التحديات التي تواجه الولاية التحدي الأمني، لما يمثله من خطورة بالغة وضغط مستمر على سكان الولاية بشكل خاص، وعلى الدولة الموريتانية عمومًا.

 

وتُعد المقاربة العسكرية الموريتانية نموذجًا يحتذى به في المحافل الدولية، غير أن هذا النموذج يتطلب مزيدًا من اليقظة والحذر، خاصة في ظل الوضع الأمني المتدهور في دولة مالي المجاورة، التي تعاني من تفلت أمني يكاد يهدد وحدتها الوطنية ويقودها إلى مصاف الدول الفاشلة – لا قدّر الله.

 

هذا الواقع يولّد تحديات إضافية تتعلق بملف الهجرة واللاجئين، مما يفرض على الحكومة الموريتانية مقاربة تنموية شاملة تراعي خصوصية الموقع الجغرافي للولاية وتتعامل بجدية مع تحدياتها الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.

 

الخاتمة:

 

يُعلّق سكان ولاية الحوض الشرقي آمالًا كبيرة على الزيارة الرئاسية المرتقبة لفخامة رئيس الجمهورية، طمعًا في إضفاء ديناميكية جديدة لمسار التنمية المحلية بالولاية، التي ما زالت بحاجة ماسة إلى تعزيز بنيتها التحتية الأساسية، خاصة طريق النعمة – عدل بكرو الذي طال انتظاره، إضافة إلى إعادة تفعيل خلية تنمية الحوض الشرقي وغيرها من الخطوات العملية الكفيلة بتطوير وتعزيز التنمية المستدامة في الولاية التي منحت أعلى نسبة تصويت لفخامة الرئيس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

د. أحمدن شياخ

باحث في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب

زر الذهاب إلى الأعلى